رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

592

عبد الله النعمة في جامع الإمام: رمضان موسم التجارة الرابحة مع الخالق

23 أبريل 2022 , 07:00ص
alsharq
الداعية عبد الله النعمة.jpeg
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة إن حكمة الله تعالى في عباده تخصيص بعض الأزمنة بالفضل على غيرها، وتشريفها، وجعلها مواسم للتجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالى، فاختار من الساعات الثلث الأخير من كل ليلة، واختار من الأيام يوم الجمعة، فجعله عيدًا لأهل الإسلام، واختار من الشهور شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، واختار من رمضان العشر الأواخر منه، فخصها بليلة هي خير من ألف شهر مما سواها.

وأضاف في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: ها هو شهر رمضان المبارك، يتهيأ للرحيل، تصرمت أيامه، وانقضت لياليه كغيرها من الأيام والأعوام التي مرت علينا كأنها أضغاث أحلام، وأطياف سراب، ‏وقد كنا قبل أيام نستقبله ونتشوق لقدومه، وها نحن اليوم نقترب من نهايته، ونستعد لوداعه، ولئن مضى أكثر هذا الشهر المبارك، والموسم العظيم، فما زالت الفرصة قائمة لمن أراد أن يعتق نفسه من النار، ها نحن نعيش هذه العشر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها يخصها بمزيد من الطاعات والعبادات.

‏ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)، ‏وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت: (كان النبي ‏صلى الله عليه وسلم إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ). ‏

وأردف: لقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يخلط أول رمضان وأوسطه بالصوم والقيام، فإذا دخلت العشر الأواخر عكف على العبادة، وطوى فراشه، واعتزل نساءه، وإذا كانت هذه حال المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بحالنا.

قال الحسن البصري - رحمة الله تعالى عليه - "إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا".

‏وحث المسلمين قائلا: لقد كان الصالحون يعدون الأيام عدا شوقا لهذه العشر الفاضلة يقول ابن رجب رحمه الله: (المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها عدًّا لانتظار ليالي العشر في كل عام، فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم، وخدموا محبوبهم)، هكذا كان أصحابه من بعده والتابعون لهم في القرون المفضلة، يجتهدون في العشر المباركات من رمضان، وينقطعون للصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن والإكثار من أعمال الخير كالصدقات والزكاة والإحسان إلى الخلق وبذل المعروف بجميع صوره وهيئاته وحالاته.

‏وأوضح عبدالله النعمة أن مما اختص الله تعالى به عشر ‏رمضان الأخيرة أن جعل فيها ليلة القدر وهي الليلة الطيبة ‏المباركة التي نزل فيها القرآن والتي هي خير من ألف شهر، أي ما يزيد على ثلاث وثمانين سنة في الفضل والخير والبركة في العمر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله، تقدر ‏فيها مقادير الخلائق على مدار العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة.

مساحة إعلانية